الإدمان، الخوف، الضعف، اليأس، الوِحدة، الألم، العِقاب و غيرها من كلِمات اتسَمَعِت كتير قوي في مسلسل تحت السيطرة. انا عارفة إن المسلسل ده اتهرس في مليون بوست و لكن المسلسل اكبر بكتير من إنه بيناقش مشكلة الإدمان، المسلسل تطرق لنقط جوه كل إنسان و كشف عن حاجات عِشنا كتير بنحاول نخبيها علشان فاكرين إن إحنا بس اللي بنعاني منها، او علشان مش فاهمين، او علشان خايفين.
إيليا أبو ماضي في قصيدة ليلُ الأشواق نهاها ببيت مهم جداً و هو ده خُلاصة الحياه؛ أول شطر في البيت بيقول "أنا بالحبّ قد وصلت إلى نفسي". اكتر حاجة لفتت انتباهي في المسلسل إن تصرفات كل الشخصيات كانت بتبقى نابعة من حبّ شئ أو شخصٍ ما، فا نلاقي واحدة ابتدت تدمن علشان بتحب واحد، و واحد بيسرق علشان بيحب المخدرات أو بمعنى أصَّح بيحب الإحساس و الحالة اللي المخدرات بتحُطُّه فيها ، و واحدة بتكدب علشان خايفة تخسر جوزها اللي بتحبه، و أُم بتزعق علشان بتحب عيالها، و واحد بيعاقب علشان بيحب مراته و هكذا؛ و لأ، ده مش في المسلسل بس، لو كل واحد بص على نفسه و شاف هو بيتصرف بالطريقة دي ليه، هايكتشف إن الدافع واحد و هو الحب.
طب طالما الموضوع لطيف و كيوت و قلوب و عصافير، ليه بتقلب غَم؟ لأن الحب ده غير مُكتمَل أو حب غير صحي. نرجع لقصيدة أبو ماضي، انا بالحبّ قد وصلت الى نفسي، يعني ايه وصلت الى نفسي؟ احنا بنخاف نغوص جوه نفسنا ، بنخاف نفهم نفسنا احسن نكتشِف عيوب اكتر من اللي ظاهرة فا نكره نفسنا اكتر. بنخاف نفهم نفسنا و نحب نفسنا كفاية علشان نغيَّر و نصلح من نفسنا. احنا بنخاف نحب نفسنا علشان زمان علمونا إن اللي بيحب نفسه ده يبقى اناني، و نفضل ندِّي ندِّي ندِّي لحد ما نفضى، او نتجرح، او نكره العطاء. مع إن في الكتاب المقدس، اعظم وصية و الوصية الاولى هي "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ" ، ركز كده، قريبك مثل نفسك، يعني انت لو ماعرفتش تحب نفسك صح ، مش هاتعرف تحب اللي حواليك صح.
و ده اللي كان ظاهر في المسلسل، كل علاقة كان فيها شقوق، كانت بسبب عدم اكتمال المحبة. حتى الناس اللي كانت بتحاول تتعافى من الإدمان، لما كانوا بيعملوا كده علشان الناس تحبهم اكتر مش علشان هما حابِّين نفسهم كفاية انهم يتغلبوا على مرض الإدمان ، كانوا بيفشلوا و بيخسروا اللي حواليهم، زي طارق مثلا، في كل مره كان بيتعالج، كان بيبقى علشان مراته مش علشان نفسه، لحد ما خسر نفسه و مراته و عيلته كلها. حُب أم هانيا الخاطئ ليها، هو اللي خلَّى البنت تِدَوَّر على مكان تاني يقدر يشّبِع احتياجها للشعور بالحب، اللي برضه كان غلط، بس هانيا ماكنتش بتحب نفسها كفاية انها تستوعب حاجة زي دي و تبعد، بعكس شريف اللي كان فعلا شايف إن احسن حاجة هو عملها كانت التعافي و علشان هو خاف على نفسه صح، و حب نفسه بعد العلاج، قرر انه مايبقاش علاجه ده ليه لوحده و انه هايساعد ناس تانية انها تتعافى من الإدمان و ده كان بيمده بطاقة للإستمرارية حتى لو كان ضِعِف في اوقات، و بعدها حصَّلِتُه مريم لما فاقت لنفسها بعد ما حاتم سابها.
المحبة الكاملة تطرح الخوف خارجا، و ده كان واضح في كلام مريم اخر حلقة، بس المحبة الكاملة مش بس بتطرد الخوف من القلب، لا، دي كمان بتطرد عواقب الخوف زي اليأس و الفشل و الاستسلام للمرض و العناد في الاعتراف بالضعف و غيرها من مشاعر كلنا بتيجي علينا اوقات و نحسها.
جبران قال "ليحب أحدكما الاَخر، ولكن لا تجعلا من الحب قيداً، بل اجعلاه بحراً متدفقاً بين شواطئ أرواحكما." ، المحبة الحقيقية مابتعرفش قيود، المحبة الحقيقية بتحرر؛ يعني لو حسيت في وقت إن حب الناس ليك او حبك ليهم بيقيدك، يبقى في حاجة غلط. ماتخليش حد يضحك عليك و يوهمك إن المحبة ممكن تتحقق لو عملت حاجة معينة او اشتريت حاجة معينة او غيره من الماديات، المحبة الصح غير مشروطة، المحبة الصح هي اللي بتغفر، و تستحمل، و تصبر، و تفرح بالحق، و تشجع، و تسند، و ترفع. المحبة الصح بتبقى من جميع الاطراف مش بتبقى من طرف واحد "إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له ، فإنه خير في الألفة ، و أبقى في المودة" – السلسلة الصحيحة بسندٍ صحيح.
ماتستسهلش و تدور على إشباع وقتي لإحتياج اساسي زي إحتياج الحب؛ ده حتى الدراسات اثبتت انه اساسي، زي مثلث ماسلو للاحتياجات. ماتعاقبش نفسك على غلطات عملتها زمان، أُصبُر على نفسك و ساعد نفسك انك تطلع لنور المحبة. حب نفسك صح علشان تعرف تحب الناس صح.
الشر، هو غياب الخير و وجود الخوف و الكره و اليأس؛ و وجود الخوف و الكره و اليأس، هو غياب المحبة.
جلال الدين الرومي، او مولانا الرومي زي ما الناس بتحب تقول، من اكتر الناس اللي مؤمنة بضرورة الحب كقاعدة اساسية للحياة او حتى للوصول لربنا، فا نلاقيه بيقول "فالعاشق لا يعرف اليأس أبدا .. وللقلب المغرم كل الأشياء ممكنة ." ، و القلب المغرم هنا مش غرام بين راجل و ست، لا، ده اي نوع من المحبة.
الموضوع كبير، اكبر من كام سطر اتكتبوا او كام كتاب اتباعوا، الموضوع محتاج تدريب و ارشاد و اتصال بالخالق علشان هو اللي معاه كًتيٍّب الارشادات، هو اللي معاه البوصلة اللي بترشد القلوب و تريح النفوس، هو منبع المحبة الصحية السليمة.
"من بين كل الطرق إلى الله.. اخترت العشق." – جلال الدين الرومي
" انا بالحب قد وصلت الى نفسي، و بالحب قد عرفت الله." – ايليا ابو ماضي.
إيليا أبو ماضي في قصيدة ليلُ الأشواق نهاها ببيت مهم جداً و هو ده خُلاصة الحياه؛ أول شطر في البيت بيقول "أنا بالحبّ قد وصلت إلى نفسي". اكتر حاجة لفتت انتباهي في المسلسل إن تصرفات كل الشخصيات كانت بتبقى نابعة من حبّ شئ أو شخصٍ ما، فا نلاقي واحدة ابتدت تدمن علشان بتحب واحد، و واحد بيسرق علشان بيحب المخدرات أو بمعنى أصَّح بيحب الإحساس و الحالة اللي المخدرات بتحُطُّه فيها ، و واحدة بتكدب علشان خايفة تخسر جوزها اللي بتحبه، و أُم بتزعق علشان بتحب عيالها، و واحد بيعاقب علشان بيحب مراته و هكذا؛ و لأ، ده مش في المسلسل بس، لو كل واحد بص على نفسه و شاف هو بيتصرف بالطريقة دي ليه، هايكتشف إن الدافع واحد و هو الحب.
طب طالما الموضوع لطيف و كيوت و قلوب و عصافير، ليه بتقلب غَم؟ لأن الحب ده غير مُكتمَل أو حب غير صحي. نرجع لقصيدة أبو ماضي، انا بالحبّ قد وصلت الى نفسي، يعني ايه وصلت الى نفسي؟ احنا بنخاف نغوص جوه نفسنا ، بنخاف نفهم نفسنا احسن نكتشِف عيوب اكتر من اللي ظاهرة فا نكره نفسنا اكتر. بنخاف نفهم نفسنا و نحب نفسنا كفاية علشان نغيَّر و نصلح من نفسنا. احنا بنخاف نحب نفسنا علشان زمان علمونا إن اللي بيحب نفسه ده يبقى اناني، و نفضل ندِّي ندِّي ندِّي لحد ما نفضى، او نتجرح، او نكره العطاء. مع إن في الكتاب المقدس، اعظم وصية و الوصية الاولى هي "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ" ، ركز كده، قريبك مثل نفسك، يعني انت لو ماعرفتش تحب نفسك صح ، مش هاتعرف تحب اللي حواليك صح.
و ده اللي كان ظاهر في المسلسل، كل علاقة كان فيها شقوق، كانت بسبب عدم اكتمال المحبة. حتى الناس اللي كانت بتحاول تتعافى من الإدمان، لما كانوا بيعملوا كده علشان الناس تحبهم اكتر مش علشان هما حابِّين نفسهم كفاية انهم يتغلبوا على مرض الإدمان ، كانوا بيفشلوا و بيخسروا اللي حواليهم، زي طارق مثلا، في كل مره كان بيتعالج، كان بيبقى علشان مراته مش علشان نفسه، لحد ما خسر نفسه و مراته و عيلته كلها. حُب أم هانيا الخاطئ ليها، هو اللي خلَّى البنت تِدَوَّر على مكان تاني يقدر يشّبِع احتياجها للشعور بالحب، اللي برضه كان غلط، بس هانيا ماكنتش بتحب نفسها كفاية انها تستوعب حاجة زي دي و تبعد، بعكس شريف اللي كان فعلا شايف إن احسن حاجة هو عملها كانت التعافي و علشان هو خاف على نفسه صح، و حب نفسه بعد العلاج، قرر انه مايبقاش علاجه ده ليه لوحده و انه هايساعد ناس تانية انها تتعافى من الإدمان و ده كان بيمده بطاقة للإستمرارية حتى لو كان ضِعِف في اوقات، و بعدها حصَّلِتُه مريم لما فاقت لنفسها بعد ما حاتم سابها.
المحبة الكاملة تطرح الخوف خارجا، و ده كان واضح في كلام مريم اخر حلقة، بس المحبة الكاملة مش بس بتطرد الخوف من القلب، لا، دي كمان بتطرد عواقب الخوف زي اليأس و الفشل و الاستسلام للمرض و العناد في الاعتراف بالضعف و غيرها من مشاعر كلنا بتيجي علينا اوقات و نحسها.
جبران قال "ليحب أحدكما الاَخر، ولكن لا تجعلا من الحب قيداً، بل اجعلاه بحراً متدفقاً بين شواطئ أرواحكما." ، المحبة الحقيقية مابتعرفش قيود، المحبة الحقيقية بتحرر؛ يعني لو حسيت في وقت إن حب الناس ليك او حبك ليهم بيقيدك، يبقى في حاجة غلط. ماتخليش حد يضحك عليك و يوهمك إن المحبة ممكن تتحقق لو عملت حاجة معينة او اشتريت حاجة معينة او غيره من الماديات، المحبة الصح غير مشروطة، المحبة الصح هي اللي بتغفر، و تستحمل، و تصبر، و تفرح بالحق، و تشجع، و تسند، و ترفع. المحبة الصح بتبقى من جميع الاطراف مش بتبقى من طرف واحد "إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له ، فإنه خير في الألفة ، و أبقى في المودة" – السلسلة الصحيحة بسندٍ صحيح.
ماتستسهلش و تدور على إشباع وقتي لإحتياج اساسي زي إحتياج الحب؛ ده حتى الدراسات اثبتت انه اساسي، زي مثلث ماسلو للاحتياجات. ماتعاقبش نفسك على غلطات عملتها زمان، أُصبُر على نفسك و ساعد نفسك انك تطلع لنور المحبة. حب نفسك صح علشان تعرف تحب الناس صح.
الشر، هو غياب الخير و وجود الخوف و الكره و اليأس؛ و وجود الخوف و الكره و اليأس، هو غياب المحبة.
جلال الدين الرومي، او مولانا الرومي زي ما الناس بتحب تقول، من اكتر الناس اللي مؤمنة بضرورة الحب كقاعدة اساسية للحياة او حتى للوصول لربنا، فا نلاقيه بيقول "فالعاشق لا يعرف اليأس أبدا .. وللقلب المغرم كل الأشياء ممكنة ." ، و القلب المغرم هنا مش غرام بين راجل و ست، لا، ده اي نوع من المحبة.
الموضوع كبير، اكبر من كام سطر اتكتبوا او كام كتاب اتباعوا، الموضوع محتاج تدريب و ارشاد و اتصال بالخالق علشان هو اللي معاه كًتيٍّب الارشادات، هو اللي معاه البوصلة اللي بترشد القلوب و تريح النفوس، هو منبع المحبة الصحية السليمة.
"من بين كل الطرق إلى الله.. اخترت العشق." – جلال الدين الرومي
" انا بالحب قد وصلت الى نفسي، و بالحب قد عرفت الله." – ايليا ابو ماضي.